کد مطلب:355695 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:344

لا زال الإشکال قائما
ثانیا: وباعتبار أن صاحبنا واجه إشكالا قویا جدا وهو: إذا كانت آیة التطهیر خاصة بالزوجات وأنها نزلت فیهن وأن الخطاب متوجه فیها لهن فلماذا قال الله سبحانه وتعالی: (عنكم) ولم یقل: (عنكن) و (یطهركم) ولم یقل (یطهركن)؟ فأراد أن یتخلص منه بالقول أن النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) داخل فی هذا الخطاب لكونه رأس أهل بیته، وجوابنا علیه هو أن الله سبحانه وتعالی فی آیة التطهیر قصر إرادته إذهاب الرجس عن



[ صفحه 42]



المخاطبین بها بدلیل أداة الحصر (إنما) وهذا یفید أن الإرادة الإلهیة فیها تكوینیة لا تشریعیة، لأن الله سبحانه وتعالی بإرادته التشریعیة أراد لكل فرد تطهیر نفسه من الأرجاس، وذلك من خلال امتثاله للتكالیف والتوجیهات الإلهیة المتوجه إلیه، ولیس ذلك خاصا بأهل البیت المخاطبین فی الآیة، وعلیه یكون قوله تعالی (إِنَّما یُریدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَیُطَهِّرَكُمْ تَطْهیراً): إما إخبارا عن دفع الرجس أو رفعه ولا ثالث لهما فإن كان الأول - دفع الرجس - فتكون الآیة الكریمة إخبارا عن عصمتهم لأنها تثبت عدم تلبسهم بالرجس، فتكون زوجات النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) علی - هذا الوجه - خارجات قطعا من الآیة الكریمة، وذلك لإجماع الأمة بأنهن غیر معصومات، ولأن بعضهن تلبس بالشرك قبل إسلامهن وهو أحد مصادیق الرجس، وقد ثبت فی الأثر ممارسة بعضهن للمخالفات الشرعیة، وإن كان الثانی - رفع الرجس - فإنها تثبت أن المخاطبین بها متلبسون بالرجس والله سبحانه وتعالی أراد رفعه عنهم، وقطعا یكون النبی (صلی الله علیه وآله وسلم) خارجا من الخطاب فی الآیة [1] لأنه (صلی الله علیه وآله وسلم) لم یتلبس بالرجس لكونه معصوما فیأت نفس الإشكال مرة أخری، وهو لماذا قال الله تعالی: (عنكم) ولم یقل: (عنكن) و (یطهركم) ولم یقل: (یطهركن)؟ فهل نجد عند الشیخ عثمان الخمیس ردا آخر غیر الذی ذكره یدفع به هذا الإشكال؟!.


[1] أما نحن الشيعة فنقول أن النبي (صلي الله عليه وآله وسلم) داخل في هذا الخطاب، لأن مفاد الآية هو الإخبار عن دفع الرجس لا رفعه، وبهذا تكون الزوجات خارجات لا علاقة للآية بهن.